لماذا يتزوج الرسول مجموعة من النساء
![لماذا يتزوج الرسول مجموعة من النساء 302160_207931872614009_100001915940400_513056_164365105_n](https://2img.net/h/a4.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/s320x320/302160_207931872614009_100001915940400_513056_164365105_n.jpg)
السؤال: لماذا يتزوج الرسول مجموعة من النساء ؟
الجواب:
لله الحكمة البالغة ، ...
ومن حكمته أنه سبحانه أباح للرجال في الشرائع السابقة وفي شريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ،
أن يجمع في عصمته أكثر من زوجة ،
فلم يكن تعدد الزوجات خاصًّا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ،
فقد كان ليعقوب عليه الصلاة والسلام زوجتان ،
وجمع سليمان بن داود عليه الصلاة والسلام بين مائة امرأة إلا واحدة ،
وطاف بهن في ليلة واحدة رجاء أن يرزقه الله من كل واحدة منهن غلامًا يقاتل في سبيل الله ،
وليس هذا بدعا في التشريع ولا مخالفا للعقل ولا لمقتضى الفطرة ،
بل هو مقتضى الحكمة ، فإن النساء أكثر من الرجال حسب ما دل عليه الإحصاء المستمر وأن الرجل قد يكون لديه من القوة ما يدعوه إلى أن يتزوج أكثر من واحدة ، لقضاء وطره في الحلال بدلاً من قضائه في الحرام ،
أو كبت نفسه ،
وقد يعتري المرأة من الأمراض أو الموانع كالحيض والنفاس ما يحول بين الرجل وقضاء وطره معها ،
فيحتاج إلى أن يكون لديه زوجة أخرى يقضي معها وطره بدلاً من الكبت أو ارتكاب الفاحشة ، وإذا كان تعدد الزوجات مباحًا ومستساغًا عقلاً وفطرة وشرعًا ،
وقد وجد العمل به في الأنبياء السابقين وقد توجبه الضرورة أو تستدعيه الحاجة أحيانًا ، فلا عجب أن يقع ذلك من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ،
وهناك حكم أخرى لجمعه صلى الله عليه وسلم بين زوجات ، ذكرها العلماء ، منها :
توثيق العلاقات بينه وبين بعض القبائل ،
وتقوية الروابط عسى أن يعود ذلك على الإسلام بالقوة ويساعد على نشره لما في المصاهرة من زيادة الألفة وتأكيد أواصر المحبة والإخاء ،
ومنها :
إيواء بعض الأرامل وتعويضهن خيرًا مما فقدن ،
فإن في ذلك تطييبًا للخواطر وجبْرًا للمصائب ،
وشرع سنة للأمة في نهج سبيل الإحسان إلى من أصيب أزواجهن في الجهاد ونحوه ،
ومنها رجاء زيادة النسل مسايرة للفطرة وتكثيرًا لسواد الأمة ودعمًا لها بمن يؤمل أن ينهض بها في نصر الدين ونشره ..
وليس الداعي إلى جَمْعه صلى الله عليه وسلم ،
مجرد الشهوة ،
لما ثبت من أن النبي صلى الله عليه وسلم ، لم يتزوج بكرًا ولا صغيرة إلا عائشة رضي الله عنها ،
وبقية نسائه ثيّبات ،
ولو كانت شهوته تحكمُه والغريزة الجنسية هي التي تدفعه إلى كثرة الزواج لتخيّر الأبكار الصغيرات لإشباع غريزته ،
وخاصة بعد أن هاجر وفتحت الفتوحات وقامت دولة الإسلام وقويت شوكة المسلمين وكثر سوادهم ، ومع رغبة كل أسرة في أن يصاهرها ،
وحبها أن يتزوج منها ، ولكنه لم يفعل ،
إنما كان يتزوج لمناسبات كريمة ودواعٍ سامية يعرفها من تتبع ظروف زواجه بكل واحدة من نسائه ،
وأيضًا لو كان شهوانيًّا لعرف ذلك في سيرته أيام شبابه وقوته ، يوم لم يكن عنده إلا زوجته الكريمة خديجة بنت خويلد ، وهي تكبره سنًّا ،
ولعرف عنه الانحراف والجور في قسمه بين نسائه وهن متفاوتات في السن والجمال ،
ولكنه لم يعرف عنه إلا كمال العفة والأمانة في عِرضه وصيانته لنفسه وحفظه لفرجه في شبابه وكِبَر سنه ،
مما يدل على كمال نزاهته وسمو خُلُقه .
واستقامته في جميع شؤونه حتى عرف بذلك واشتهر بين أعدائه . المفتي :
اللجنة الدائمة